سلايد 1مقالات وبحوث

تطوير نظام التعليم في دولة الكويت

بقلم : يوسف عبدالرحمن

التعليم عن بعد سيخرج لنا جيلا من السطحيين، والله يرحم سنة الدمج، نتائجها المروعة أرحم!

في مايو 1986 كنت حينذاك أمينا للسر في جمعية المعلمين، وقد أهداني د. عبدالرحمن أحمد الأحمد ـ عميد كلية التربية سابقا كتابا قيما له حول (تطوير نظام التعليم العام في دولة الكويت)، وقد قدم الكتاب لأهميته د. علي عبدالله الشملان ـ مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

الكتاب من المشاريع بالتكليف، وأسند الموضوع إلى د. عبدالرحمن الأحمد (أعطيت القوس باريها)، وفريق العمل الذي معه، وهم:

وصف الصورة

ـ وزارة التربية، الوكيل ـ الوكلاء المساعدون ـ مدراء إدارة التعليم.

ـ د. مصباح الحاج عيسى.

ـ د. حسن جميل طه.

ـ د. فاروق حمدي الفرا.

وكثير من الأشخاص المجهولين الذين جعلوا هذا المشروع ممكنا.

منذ أواخر الثلاثينيات والكويت تستقبل التقنية الحديثة المتمثلة في معدات التنقيب عن البترول، ومع تصدير أول كمية تجارية أخذ المجتمع الكويتي يتعامل مع الاقتصاد العالمي والأسواق، فكانت هناك حاجة إلى كوادر شبابية ومهن ووظائف، وقد حاول النظام القائم في ذلك الوقت أن يلبي احتياجات السوق الجديدة في مجال المهن والحرف، وفي 1936 قام مجلس المعارف بتدارس المواد التي تدرس في المدارس لاستيعاب المتغيرات الجديدة، فقد طلب من المربيين (قباني ـ عقراوي) في عام 1945 أن يقوما بتقديم تقرير حول تطوير التعليم في الكويت وقدما بالفعل تقريرهما في عام 1955.

وصف الصورة

مجلس إدارة مؤسسة التقدم العلمي قرر في عام 1981 إجراء دراسة لتطوير نظام التعليم مساهمة منه في خدمة المجتمع الكويتي، وقد أسند المشروع الطموح إلى الدكتور عبدالرحمن أحمد الأحمد، على أن يتم تسليم المرحلة الأولى في عام 1982، أما الجزء الثاني فقد تم في فبراير 1985م.

وهذا المشروع الطموح أحد المشاريع العلمية التي قامت بها مؤسسة التقدم العلمي وفقا للسياسة التي وصفها مجلس الإدارة، وقد همت المؤسسة في تقدم الكويت تعليميا كي تسهم في تعليم جيل قادر على بناء الكويت المستقبلية بعقلية علمية.

وقد شهدت الكويت تطورا كبيرا منذ الخمسينيات في مسيرة التعليم، وكان لوزارة التربية دور كبير في هذا، إضافة إلى جامعة الكويت والتعليم التطبيقي وجمعية المعلمين الكويتية.

ومع ذهاب القيادات التعليمية في الزمن الجميل وما قبله إلى جيل جديد أضاع المناهج وطبق التجارب دون دراسات تقويمية وتقييمية!

نحن أكثر دولة أقمنا المؤتمرات وشكلنا اللجان الخاصة بالمناهج والبحوث ووضعنا الخطط (الخطط الخمسية) وغيرها ولدينا من التوصيات ما تستطيع نقله شركة المواصلات بكل باصاتها!

نحن دولة بدأنا بالتعليم الأهلي وكانت لدينا كتاتيب في عام 1912 ثم ظهرت المباركية والأحمدية وإنشاء مجلس المعارف إلى وزارة التربية وجامعة الكويت والتعليم التطبيقي وشمل تعليمنا مراحل تطوير عظيمة، ثم أصابتنا انتكاسات أعظم وأفظع!

٭ ومضة: دراسة د. عبدالرحمن الأحمد أراها هي الدراسة الأقرب إلى الواقع الكويتي واستغرقت 5 سنوات ومن يقرأها يجد فيها ما نحتاجه اليوم في:

ـ المراكز القيادية.

ـ اختصاصات الإدارات التعليمية.

ـ القوانين واللوائح التنظيمية.

ـ تجارب رائدة قامت بها وزارة التربية.

قرأت الدراسة بعين (المدرس المجرب الممارس والصحافي الإعلامي) فوجدت أن هذه الدراسة هي التي يجب أن تطبق توصياتها وكانت أبرز التوصيات:

ـ ضرورة الاستعجال في وضع سياسة تعليمية مكتوبة بجميع مراحل وأنواع التعليم في الكويت.

ـ إعادة تنظيم الهيكل التنظيمي لوزارة التربية بما يخدم أهداف التعليم العام ويحقق ارتفاع المستوى.

ـ تبني السلم التعليمي كما هو مطبق حاليا.

ـ ضرورة أخذ نتائج وتوصيات المحتوى الدراسي للمواد الدراسية وفي مجال النشاط المدرسي، ومجال الدراسات العلمية، ومجال التقنيات التربوية، ومجال طرق التدريس والأنشطة التعليمية والتقويم ونظم الامتحانات والخطة الدراسية واليوم المدرسي.

٭ آخر كلام: أدعو معالي وزير التربية د. علي المضف لقراءة هذه الدراسة والإيعاز لكل الأطراف التعليمية بقراءة هذه الدراسة ومناقشة توصياتها وتطبيق ما لم يطبق على وجه السرعة اختصارا للوقت لأن رئيس هذه الدراسة أعطانا تفصيلات دقيقة لكل هيكلة وزارة التربية ومناطقها التعليمية.

٭ زبدة الحچي: لقد سعى د. عبدالرحمن الأحمد مشكورا بجهد تربوي وتعليمي وبحس وطني عال، إلى تشخيص جوانب الضعف التي يعاني منها التعليم في الكويت بكل مراحله وعناصره ورفع توصيات آن لها الأوان أن تؤخذ، وألا تضيع أدراج الرياح أو تحفظ في الأدراج المغبرة!

ما أحوج التعليم بعد جائحة كورونا تطبيق هذه الدراسة بحذافيرها لتوقف الانحدار الفظيع الذي يحدث في مستوى خريجينا؟ إلى كل مسؤول في الدولة علينا أن ننتبه.. التعليم جسرنا للتنمية، فماذا أنتم فاعلون؟

شكرا كبيرة للدكتور عبدالرحمن الأحمد.. ومني ومن كل مواطنيك.. ما قصرت، دراسة قيمة حاولت أن أشير إليها وتستحق الاحتضان والمتابعة.

في أمان الله..

المصدر: الأنباء الكويتية

إغلاق