إرشاداتمفاهيم

تعليم التعبير عن التفكير

مقدمة:

تعد الأنشطة الفكرية فريدة شخصية كحال بصمات الأصابع، كما أنّ لها علاقة بمستوى الذكاء لدى الأفراد، فلكل منا انطباعات ذاتية لما يدور حولنا من مواقف وما نمر به من خبرات، هذه الانطباعات نحملها معنا عبر الزمن وتؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على نشاطاتنا المعرفية و قراراتنا ومواقفنا المستقبلية.

هذا التفرد يمكن تسميته بسجل التفكير:

وهو كل ما يقوم الفرد بتسجيله من الأحداث والخبرات والمشاعر التي تثيرها مواقف الحياة اليومية، والتي تشمل الوقت الذي يُمضيه المتعلّم في قاعة الدروس بكل ما يجري فيها من تعلّم أو محاورات أو حركات مضافاً إليها استجابات المتعلم التلقائية حول تلك المجريات، وانطباعاته الشخصية عنها.

فهل فكرت عزيزي المعلم في سؤال طلابك عما يدور في رؤوسهم من أفكار حول ما يُقَدَّم لهم من معلومات؟ أو عن قدراتهم على تطبيق ما يتعلمونه في حياتهم؟

هل سألتهم مرة : كيف فكرت في ذلك؟ أو لماذا فكرت هكذا؟…

تعليم التعبير عن التفكير :

تحتاج عملية التعبير عن التفكير تحفيزاً وتشجيعاً وتدريباً، فقليلٌ من الطلبة من يجرؤ على الإفصاح عما يفكر به، وهذه نتيجة طبيعية لتربيتنا وخاصة المدرسية منها، فهل تذكر عندما كنا متعلمين صغاراً ما كان يقال لنا؟

(مثل):

  •  أجب دون أن تعيد السؤال !!
  • أعط الجواب مباشرة !!
  • لا تعد أو تحسب على أصابعك !!
  • فكر بدون صوت !!
  • قدم الجواب النهائي فقط !!

وأنت هل تقول هكذا عبارات لطلابك أيضاً ؟؟؟

ينبغي علينا أن نعيد التفكير في طريقة تفاعلنا مع استجابات الطلبة، و تدريبهم على التعبير عن عمليات التفكير، حيث يمكننا الاستفادة من لحظات التعلم، بجعل الطلبة يعبرون عن تفكيرهم ويحللون المسائل والأفكار المطروحة حتى تتضح الأمور، ولنطلب منهم إعادة صياغة المعطيات كما يفهمونها وفق الإطار الشخصي لكل منهم، حتى يتسنى لهم تطبيق المعنى الشخصي في حياتهم ثم يقيموا العلاقات بينه وبين خبراتهم السابقة.

إذاً لنعد معاً صياغة العبارات السابقة، حتى نتمكن من تحفيز المتعلم على التفكير:

  •   أعد قراءة السؤال بصوت عال، ثم أجب.
  •  لا تعط الجواب مباشرة، فكر أولاً.
  •  يمكنك أن تعد أو تحسب على أصابعك.
  •  فكر بصوت عال.
  •  اشرح كيف فكرت حتى توصلت للجواب النهائي.

 حين يطلب المعلم من التلميذ أن يصف عمليات التفكير التي يقوم بها والبيانات التي يحتاج إليها والخطط التي يضعها فإنه يساعده على أن يتعلم أن ينمي وعيه بعملية التفكير أو يفكر في التفكير أو في الميتامعرفة وهي عملية حل المشكلات بصوت مسموع (Whinby,Arthur 1985  )

أشكال الكتابة في سجل التفكير :

لا يوجد هناك شكل ثابت للكتابة في سجل التفكير؛ لأنه كما أسلفنا يمثل بصمة شخصية.

فقد يكون بشكل: رسم، فقرة، خارطة ذهنية، كاريكاتير أو تجميع لكل ذلك أو بعضه …

أما عن فحوى التعبير بالكتابة فقد تكون: رأي، حوار، جواب محدد، خطوات عمل، شروحات.. الخ.

ومن جهة أسلوب التعبير فقد يكون بصيغ مختلفة: كالتأمل، التقييم، التساؤل، الفكاهة، الشعر، الفلسفة … أو غير ذلك.

بالنتيجة لا يوجد صح أو غلط في سجل التفكير فهو سجل شخصي في إطار الخبرات والمهارات المعرفية.

تعليم التعبير عن التفكير

نشاط سجل التفكير:

بممارسة هذا النشاط، يبدأ نمو الوعي بعملية التفكير، أو بمصطلح آخر: التفكير في التفكير. وهنا يبدأ الطلاب بإدراك أساليبهم في التفكير حيث يجدون كلمات ومصطلحات تجسد عملياتهم المعرفية. بمعنى أن يكون تفكيرهم تفكيراً مرئياً.

التفكير المرئي:

يسعى كل مرب ملتزم إلى تعليمٍ ذي جودة أفضل و دارسين مفكرين. و يأتي في هذا الاطار الكثير من الأفكار التي تحث على تعليم الدارسين التفكير في التفكير في فصول خاصة بهذا الغرض، أما ما نقوم بطرحه اليوم فهو الطريقة المساعدة لتحقيق ذلك دون أن يتم فصل “فصول تعليم مهارات التفكير” عن الدروس الثابتة، حيث يعتبر التفكير المرئي مجالاً واسعاً ومرناً لإغناء قاعة الدروس في نطاق المحتوى الدراسي، وتعزيزاً للتنمية الفكرية للطلبة في ذات الوقت.

أهداف التفكير المرئي:

1)  فهم أعمق للمحتوى.

2)  دافعية أكبر نحو التعلم.

3)  تنمية التفكير وتعليم القدرات.

4)  تطوير مواقف المتعلمين حول التفكير والتعلم و توعيتهم بأهميتها.

5)  تغيير الثقافة السائدة في الفصول الدراسية في اتجاه الدمج بين التفكير و التعلم.

6)  يمكن أن يصبح سجل التفكير مؤشراً لتقدير أداء المتعلم.

يساعد التفكير المرئي على جعل الفصل الدراسي فضاء للتعبير عن الأفكار، و لتحقيق ذلك يجب أن نطرح على أنفسنا –حين التخطيط للدروس- أسئلة من قبيل:

  •  هل التفكير هنا مرئي؟
  •  هل يشرح الطلبة الأفكار لبعضهم البعض؟
  •  هل يعرض الطلبة أفكاراً مبدعة؟
  •  هل الطلبة وأنا كمدرس نستخدم لغة التفكير؟
  •  هل هناك عصف ذهني حول التفسيرات البديلة؟

وعندما تكون الإجابات هي دائماً ” نعم “ لمثل هذه الأسئلة، ستسمح الدروس بنمو التعلم داخل الفصول، وسيكون الطلاب أكثر تحفُّزاً و اهتماما، وسيجدون معاني أفضل للموضوعات وارتباطات أكثر وضوحاً بين المدرسة والحياة اليومية. وبهذا يتم تغيير مواقف الطلبة تجاه التفكير والتعلم، وسنحصل إن شاء الله على متعلم منفتح الذهن وليس بمنغلق، فضولي وليس بضجر، متشكك بالشكل الملائم وليس بالسلبي، يسعى إلى الفهم وليس بالمقتنع بأشياء لمجرد أنها تسمى حقائق أو مسلمات.

أمثلة عن تدعيم التفكير في التفكير:

تعليم التعبير عن التفكير

 

في الختام لا تهمل تتبع مسار التعبير عن التفكير وإلا …

ينبغي تدريب المتعلم على مراجعة سجل التفكير ومناقشته مع معلمه و زملائه بشكل دوري، لأنّ هذه المراجعة تتيح له فرصة تأمل ما كتبه على مهل من تفسير أو شرح لطريقة تفكيره، أو تعقيب على فكرة ما، وهذا بدوره يساعد في تعديل الانطباعات الأولى و من تم استكشاف أسلوب التفكير المفضل لديه، كما تتبين له كيفية  توصلّه إلى ما فكر فيه مما يمكنه من أن يعدله وينميه. أما إذا أهملت مراقبة هذا المسار فقد يعود الحال كما كان عليه وربما أسوأ.

إغلاق