اخبار التعليم

المدير التنفيذى لجامعة السوربون بأبو ظبى: فرصة استثنائية لتطوير التعليم فى العالم

قال البروفيسور إريك فواش المدير التنفيذى لجامعة السوربون بأبو ظبى إن المنتدى العالمى الأول للتعليم العالى والبحث العلمى فرصة استثنائية لتبادل الخبرات والتعرف على الرؤى الخاصة بتطوير قطاع التعليم بالجامعات على مستوى العالم، مشيراً الى أن هناك العديد من التحديات التى تواجه التعليم العالى فى المنطقة العربية والدول النامية ولذلك يعد المنتدى فرصة مهمة للتعرف على هذه التحديات ورسم خريطة طريق تضمن النهوض بقطاع التعليم العالى والبحث العلمى فى هذه الدول..

وأضاف أن مصر بلد ساحر وهذه ليست زيارتى الأولى. فأنا متخصص فى علم الآثار البيئى وأتيحت لى الفرصة لأكون عضوًا فى المجلس العلمى للمعهد الفرنسى للآثار الشرقية ولتنظيم دورات تدريبية ومؤتمرات فى القاهرة والأقصر. بالإضافة إلى ذلك، منذ عام 2012 أشارك مرة واحدة فى السنة فى اجتماع رؤساء الجامعات المنتسبة إلى الوكالة الجامعية للفرانكوفونية وتم عقد اجتماع بالفعل فى الإسكندرية. وفى الإمارات العربية المتحدة، درس الكثير من الأساتذة فى مصر، كذلك لقد أتيحت لى عدة فرص لرؤية كفاءة زملائى المصريين.

وقال إن تدويل التعليم، لا سيما التعليم العالى، سواء من خلال بعثات الطلاب للخارج، أو التخرج المشترك، أو فتح فروع للجامعات والكليات الأجنبية ظاهرة نمت بشكل هائل فى العشرين عامًا الماضية. هذه الظاهرة، كما أثبتت تجربة فرع جامعة السوربون فى أبو ظبى بالإمارات العربية المتحدة منذ عام 2006، باتت تهم العالم العربي. وأرى ان عقد مثل هذا المنتدى فى مصر يمثل فرصة استثنائية لجميع أصحاب المصلحة فى قطاع التعليم فى المنطقة والعالم، وان يتم تنظيمه فى مصر، الدولة الاكبر سكانا فى العالم العربى رمزًا مهمًا للغاية بالنسبة لشباب الدول العربية. وأتقدم بخالص الشكر للسلطات المصرية على دعوتهم لى.

وأكد أن التحديات المتعلقة بالتعليم، فى سياق العولمة والتطور الهائل للتكنولوجيات ووسائل الاتصال الجديدة، لا تقتصر على البلدان الناشئة بل هى مسألة استراتيجية تهم جميع الأمم. وفى حالة البلدان الناشئة، يمكن أن تصبح هذه التحديات فرصًا، كما كان الحال بالنسبة للهواتف اللاسلكية للبلدان التى لم تكن لديها وسائل لتطوير أنظمة لا سلكية باهظة الثمن ؛ حيث سمح انخفاض تكلفة أجهزة الإرسال المتعلقة بالهواتف المحمولة لتلك البلدان بتغطية جميع أراضيها فى غضون بضع سنوات. بالمثل فى مجال التعليم، نجد ان التعلم عن بعد، والتعلم الذاتى عبر الإنترنت، يوفر فرصًا جديدة على سبيل المثال. لكن الأهم من ذلك هو إجراء تحليل محدد للوضع ووضع استراتيجية محددة، وتوفير وسائل لكل دولة على حدة وفقاً لأوضاعها. فى وجهة نظرى فإن الأصعب هو تدريب المسئولين عن هذه الاستراتيجية وتنفيذها والتأكد من أنهم لن يتوجهوا إلى أى مكان بمجرد تدريبهم. والضرورة الأخرى، بالنظر إلى حجم الشباب فى هذه البلدان، هى المضى بسرعة والتأكد من أن التدريب يؤدى إلى قابلية التوظيف.

وأضاف أن جامعة السوربون أبو ظبى حالة خاصة حيث نبنى جسراً بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة وبين الثقافة العربية وبقية العالم. أكثر من 800 طالب، 40٪ منهم إماراتيون، و43٪ من الطلاب الأجانب الذين يعيشون فى الإمارات و17٪ من الأجانب الذين يدرسون فى جامعة السوربون أبو ظبى، و10٪ من طلابنا فرنسيون. وعلى مدار 13 عامًا، تخرج من جامعتنا 2000 طالب يمثلون أكثر من 90 جنسية، لذلك ارى ان السوربون ابو ظبى هى مكان يعيش فيه الشباب العرب والطلاب من جميع الحضارات ويعملون معًا، حيث يتعلم الجميع احترام الخصائص الثقافية للآخر. إنها بيئة تكون فيها الظروف مثالية للعمل وخلق ثقافة دولية، فـ 80٪ من طلابنا يتقنون اللغات وبخاصة العربية والإنجليزية والفرنسية.

وقال إن قابلية توظيف الطلاب والخريجين أولوية بالنسبة لأى بلد. وقد أحرزت فرنسا تقدمًا كبيرًا فى هذا الشأن، ولكن يجب عليها مواصلة التحسين فى هذا المجال.

وأكد أن التعاون مع مجموعة «المفكرين والفاعلين» كانت تجربة رائعة، وهى تجربة مستمرة مع مراكز بحثية اخرى، الأمر نفسه ممكن فى مصر. حيث أرى ان تقريب العالم الاقتصادى والصناعى من التعليم الجامعى أمر ضرورى للجميع اليوم.

وبالنظر إلى الترابط الثقافى فى العالم العربى، والتعاون المتقدم فى جميع المجالات بين بعض البلدان، أعتقد فى هذا الصدد، ان التعاون بين الإمارات ومصر يبدو مثالا جيداً. ويبدو لى أنه من الضرورى توقيع اتفاقيات إقليمية لتعزيز تبادل البعثات بين الأساتذة والطلاب، وانشاء صندوق مشترك للأبحاث. ثم تتفاوض هذه المجموعات الإقليمية على اتفاقيات على المستوى الإقليمى مع الاتحاد الأوروبى على سبيل المثال، بدلاً من التركيز فقط على الاتفاقيات الثنائية.

إغلاق