تربية

12 وسيلة لتعويد أطفالك على الصيام

من شروط وجوب الصيام: البلوغ؛ لأن الصغير غير مكلَّف، فهو ممن سقط عنه التكليف، لقوله صلى الله عليه وسلم: “رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ”رواه أحمد، وأصحاب السنن، وصححه الألباني.

ويكون الصبي بالغا إذا أتم خمسة عشر عاما، أو احتلم، أو أنبت الشعر، وتزيد الأنثى بالحيض، وإذا كان الصيام لا يجب على الصغير حتى يبلغ؛ فإنه ينبغي للوالدين الحرص على تدريبهم عليه، وتعويدهم على الإمساك عن الطعام والشراب في نهار رمضان، وليكن ذلك بشكل تدريجي.

أطفال الصحابة و الصيام

وهكذا كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يفعلون مع أبنائهم، فقد كانوا يعلمونهم الصيام ويدربونهم عليه من صغرهم، فعن الرُّبيع بنت معوذ ـ رضي الله عنها أنها قالت عن صيام عاشوراء: ” فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ: أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ”رواه البخاري.

ومما يدل على أنهم كانوا يصومون أبناءهم، ما ورد “أن عمر ـ رضي الله عنه ـ أتي برجل شرب الخمر في رمضان، فوبخه، وقال له: “كيف تفطر وصبياننا صيام، ثم أمر به وجلده ثمانين سوطا”رواه البخاري معلقا، ووصله سعيد بن منصور وغيره.

إن تعويد الأطفال على الصيام: ربط لهم بالشعائر الدينية منذ الصغر، حتى إذا وجبت عليهم ألفوها، ولم يستنكروها، وتكون قلوبهم قريبة من أجواء العبادة، على مسمع منها، يحسون بروحانيتها، فالأطفال قد ولدوا على الفطرة، وآباؤهم هم الذين يغرسون في أفئدتهم الغَضَّة حب الخير، وحب الطاعة والعبادة، من خلال تصرفاتهم أمامهم، وتوجيهاتهم لهم، فإن الطفل كالجهاز اللاقط، يقلد كل ما يفعل أمامه، ويثبت في فكره وخياله، فهو يحاكي أباه في أفعاله، فتراه يتوضأ مثل أبيه، ويصلي مثله، ويعمل كعمله، وإن كان لا يدرك الهدف من ذلك. والعكس تماما فهو إذا لم يتعود على رؤية شيء من العبادات أمامه: فإنه ينشأ خاليَ الوفاض، فالوالدان ينبغي أن يكونا قدوة للأبناء في السلوك والتعامل، وقبل ذلك في العبادة، فينبغي ربطهم بكتاب الله تعالى، وبالشعائر الدينية، والأخلاق الفاضلة، وتوجيههم إلى كل ما يؤدي إلى ربطهم وبالدين والتعلق بمعالي الأمور، وحميد الأخلاق، وعظيم الفضائل، والبعد عن سفاسف الأمور.

وينشأ ناشئ الفتيان منا … على ماكان عوَّده أبوه

وسائل تعويد أطفالك على الصيام:

1-   حديثهم عن فضائل الصيام، وأنه سبب مهم من أسباب دخول الجنة، وأن في الجنة باباً يسمى الريان، يدخل منه الصائمون.

2-   اختاري الرياضة الخفيفة والألعاب التي لا تستلزم جهداً أو حرق سعرات عالية؛ لتكون هي المعتمدة لديك لطفلك خلال أيام الصيام.

 3. احكي له قصصاً عن الأبطال المسلمين الصغار، الذين تحملوا مشاق الصوم؛ ليكونوا نموذجاً له، ومثال ذلك: أسامة بن زيد الذي قاد المسملين للنصر وهو صائم.

4-   صيام بعض النهار، وتزاد المدة شيئاً فشيئاً .

5-   تأخير السحور إلى آخر الليل، ففي ذلك إعانة لهم على صيام النهار.

6-   تشجيعهم على الصيام ببذل جوائز تُدفع لهم كل يوم، أو كل أسبوع.

7-   الثناء عليهم أمام الأسرة عند الإفطار، وعند السحور، فمن شأن ذلك أن يرفع معنوياتهم.

8-   بذل روح التنافس لمن عنده أكثر من طفل، مع ضرورة عدم تأنيب المتخلف.

9-   إلهاء من يجوع منهم بالنوم، أو بألعاب مباحة ليس فيها بذل جهد، كما كان الصحابة الكرام يفعلون مع صبيانهم، وهناك برامج أطفال مناسبة، وأفلام كرتونية محافظة في القنوات الإسلامية الموثوقة، يمكن إشغالهم بها.

10-   يفضَّل أن يأخذ الأب ابنه ـ وخاصة بعد العصر ـ للمسجد لشهود الصلاة، وحضور الدروس، والبقاء في المسجد لقراءة القرآن، وذكر الله تعالى.

11- تخصيص الزيارات النهارية، والليلية، لأسر يصوم أولادهم الصغار؛ تشجيعاً لهم على الاستمرار في الصيام.

12- مكافأتهم برحلات مباحة بعد الإفطار، أو صنع ما تشتهيه نفوسهم من الأطعمة والحلويات، والفواكه، والعصائر.

وننبه إلى أنه إذا بلغ الجهد من الطفل مبلغه: أن لا يصرَّ عليه إكمال الصوم؛ حتى لا يتسبب ذلك في بغضه للعبادة، أو يتسبب له في الكذب، أو في مضاعفات مرضية، وهو ليس من المكلفين، فينبغي التنبه لهذا، وعدم التشدد في أمره بالصيام.

(لها اون لاين)

إغلاق